د. عبدالمنعم عمارة يكتب: لماذا الصمت يا رئيس «القومى للرياضة»؟

عملت محافظاً للإسماعيلية فترة ليست بالقصيرة، وجاء بعدى محافظ آخر، سألونى عنه وقد ساعد رأيى الطيب عنه فى توليه المنصب، ومع ذلك لم تمر أيام قليلة إلا وقام بالواجب نحوى على طريقة جدتنا حتشبسوت التى أزالت كل أعمال من سبقوها، ولم يكن ما فعله بالجديد فقد سبق له فعل ذلك مع المحافظ الذى سبقه فى المحافظة الساحلية والذى نقل إلى إحدى الوزارات فى القاهرة.

قبل أن أصبح وزيراً للشباب كنت مبهوراً بعمل وأداء الوزير الذى جئت بعده، ولهذا كنت حريصاً على احترام أدائه وإنجازاته، وأذكر أنه تعرض لحملة ظالمة من مسؤولين كبار تحت قبة مجلس الشعب ويومها قمت بالرد المناسب دفاعاً عن الرجل.

ولكن لماذا أقول هذا الكلام الآن؟ لأن تجربة بعض المحافظين كانت مؤلمة بالنسبة لى ويكفى محاولة أحدهم تغيير اسم شارع يحمل اسمى بطريقة رخيصة، أما فى عملى الشبابى فقد جاء بعدى الدكتور على الدين هلال، الذى كان نموذجاً جميلاً لمن يحترم الذين سبقوه، وبعده سار على المنوال نفسه الوزير البلتاجى، والوزير أنس الفقى، ثم الوزير حسن صقر، والوزير صفى الدين خربوش، وفى آخر لقاء لنا كنا نفتخر باحترام كل منا للآخر وبأدائه لعمله حتى لو اختلف معه.

المعنى أنه كان يوجد ما يشبه ميثاق الشرف الشفهى بين وزراء الشباب والرياضة، يؤكد معنى التواصل ومعنى الوفاء والاحترام.

عزيزى القارئ..

الآن لدى مشكلة، فأنا أصبحت أكتب مقالات منتظمة بـ«المصرى اليوم» رياضية وسياسية، والكتابة تعنى ضرورة التحليل وضرورة كشف الأخطاء وضرورة النصح على ضوء الخبرات التى أملكها.

ولهذا فإن كل مشكلة تثار فى مجال الرياضة أجدنى متردداً فى الكتابة عنها أو نقدها لأنها قد تمس الزميل الوزير حسن صقر، خاصة أنه يتعرض للنقد بين آن وآخر، وخاصة أن معظمه كان ينصب على تأخر القرارات الحاسمة والحازمة فى بعض المشاكل التى تحتاج إلى هذه القرارات، وقد رأى البعض أن هذا التباطؤ سببه انتظار قرار التمديد له لمدة عام جديد.

وقد لا أوافق على هذه الآراء، فالرجل له سياسته الهادئة التى يرى أنها ضرورية فى هذا الجو الساخن للرياضة المصرية.

حضرات القراء..

ولكن استأذن الصديق حسن صقر أن أكتب عن بعض الموضوعات دون أن أخرج على ميثاق الشرف الذى بين وزراء الشباب والرياضة، وأن أكتب عن بعض الأحداث التى أثارت واستفزت الرأى العام، خاصة فى كرة القدم وفى الأندية والاتحادات.

ولكن قبل الاسترسال، لابد أن أوضح المناخ العام الذى يعمل فيه الرجل، فهو يتعرض كما كنت قبله أتعرض لضغوط بعض المحافظين وضغوط وسائل الإعلام كالصحافة والفضائيات أو بعض الهيئات الأخرى.

فمثلاً فى قضية العلاقة مع المحافظين، أكبر مثال على ذلك ما حدث مع محافظ الإسماعيلية بعد قرار المهندس صقر بتغيير مجلس إدارة الإسماعيلى الذى عينه المحافظ برئاسة المهندس سعد الجندى، وكيف وصل الموضوع إلى رئيس الوزراء، ثم إصرار المحافظ على تعيين بعض الأسماء فى مجلس الإسماعيلى برغبة خاصة منه، إما بسبب الاستلطاف أو تصور أنهم رجال أعمال كبار سيقدموا الدعم للإسماعيلى، وذلك حدث عند تعيين عضوين فى مجلس الإسماعيلى أحدهما السيد حماد موسى الذى عينه المجلس بعد جلسة واحدة نائباً لرئيس النادى تلبية لرغبة المحافظ.

عزيزى القارئ..

هذه أمثلة يحاول فيها أحد المحافظين سحب اختصاصات وزير الرياضة ليأتى بمن يشاء وبمن يريد، ومثال آخر أضربه للمقارنة بين ما حدث مع سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة، عندما استصدر نجم مصر السابق أسامة خليل حكماً ضد زاهر بعدم حسن السير والسلوك، وقد عانى الرجل معاناة شديدة من حملات رجال الإعلام عليه حتى استصدر حكماً لصالحه.. ثم أسوأ مثال وهو صدور حكم إفلاس نهائى ضد السيد نصر أبوالحسن، رئيس الإسماعيلى، وهو حكم يحرمه من كل حقوقه المدنية والسياسية، وبالرغم من تقدم بعض أعضاء النادى بحكم للمحافظ والوزير ضد صقر لأنهم لا يريدون أن يرأس ناديهم شخص ليس حسن السير والسلوك، إلا أنه لم يحدث شىء، وبالرغم من أن جميع القرارات التى وقعها رئيس المجلس غير قانونية أيضاً، فلم يحدث شىء، وقد توقع الإسماعيلاوية هذا الموقف من المحافظ الذى يبدو أنه يناصر شخصاً محكوماً عليه بهذا الحكم المخل بالشرف إلا أنهم لم يتوقعوا من الوزير حسن صقر عدم اتخاذ أى قرارات بالرغم من وصول الحكم له.

حضرات القراء..

استنكر المصريون ما حدث فيما سمى بفضيحة مزايدة التسويق لاتحاد كرة القدم، ولم ينظر المهتمون بما سيفعله اتحاد الكرة ولكنهم نظروا إلى ما سيقوم به المهندس صقر، وتعجبوا لماذا هذا الصمت إزاء موقف مالى وإدارى من صميم اختصاصات الجهة الإدارية، ثم استنكروا كذلك ملهاة انعقاد الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، وموقف الأندية الأعضاء المخزى، والتدخل السافر من بعض أعضاء الاتحاد ولعل تساؤلات المصريين فى محلها فماذا كان سيخسر الاتحاد.. لو انعقدت الجمعية العمومية؟! فأعضاؤه يرون أنفسهم ونراهم فوق مستوى الشبهات ولكن عدم الانعقاد هو الذى يثير الشبهات.

لماذا صمت الجهة الإدارية؟ فالرأى يقول إن الجمعية العمومية راضية والجهة الإدارية راضية فما هى المشكلة.. ومن الذى يستطيع أن يحاسبنا؟!

فعلاً لديه حق..

بصراحة إذا كانت الأمور كذلك، إذن لا ملجأ إلا لله سبحانه وتعالى فهو الذى سيحاسب الجميع.

وحسبنا الله ونعم الوكيل

مشاعر

■ سامح مكرم عبيد، سكرتير عام حزب الوفد، يبدو أنه قد ورث عن عمه السياسى الكبير مكرم عبيد، أشهر سكرتير عام لحزب الوفد، بلاغته فى اللغة العربية، والتى ظهرت فى خطابه للدكتور سيد البدوى، رئيس حزب الوفد حيث قال: «أشفق عليك من تضارب المصالح التى قد تحدث نتيجة لقيادتك حزباً سياسياً، وقطب المعارضة الحالى ومصالحك مع الدولة، فإن قررت أن تغلّب مصالح حزبك على مصالحك الشخصية وهى ما تنتظره منك، فهذه ضحية لن يقبلها شركاؤك أو مساهموك لارتباط أعمالك الخاصة بأجهزة الدولة المختلفة. فهناك تضارب بين مصالحك الخاصة ومصالح الحزب».

السؤال الآن: أى الطرق سيسلك الدكتور البدوى.. هل سيتحمل ضغوط الدولة لو أرادت أم أن رئاسته حزباً كبيراً تمكنه من المقاومة؟! الله أعلم.

■ الكاتب الصحفى علاء الغطريفى فى مقال حاد بـ«المصرى اليوم» كتب تحت عنوان «خالتى بمبة» انتقد فيه أداء أحد الفضائيين بأن أداءه أقرب إلى جلسات النساء، مصحوباً بتعابير حركية لولبية وإشارات بالأيدى والأصابع. وأضاف أن القبور هى المكان الوحيد الذى يصلح لاستضافته فى ظل جهله وثقل دمه وسخافته.. فمصلحته هى البوصلة التى تحدد اتجاهاته.

أعترف بأننى لم أعرف من هو الشخص المقصود، أستاذ علاء.. هل لى من مكالمة منك لتقول لى من هى خالتى بمبة؟!

■ الدكتور محمود أباظة، رئيس حزب الوفد السابق، بصراحة أنا من أشد المعجبين به، فالرجل عندما فاز عليه الدكتور السيد البدوى لم يكابر بل وقف بجانبه ولم يعمل ضده، فما فعله أعطى شكلاً جديداً لحزب الوفد.. كما أن إعجابى زاد عندما تنازل لشقيقه المهندس أمين أباظة، وزير الزراعة، عن الترشح بدلاً عنه.

■ الفنانة الكبيرة سميرة أحمد.. سعيد بعودتها للحياة الفنية بهذه القوة، أعادت فنها القديم بمسلسلاتها الجديدة. هذا أوافق عليه ولكن لا أوافق على الترشح للبرلمان، ولا العمل مع تامر حسنى.

■ عادل معاطى، رئيس قطاع القنوات الإقليمية السابق، هو لم يصبح حالياً لعدم صدور قرار بذلك.. تعجبت عندما أُعلن أن أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، يتمسك ببقائه ولكنه نسى موعد بلوغ سن المعاش.. يا سلام، هل لا يوجد شؤون للعاملين تبلغه؟! بصراحة قانوناً وعرفاً كان لا يجب عليه الذهاب لمكتبه لأن كل قراراته ستكون باطلة، والسؤال للمهندس الشيخ.. هل لديك خبر؟ وإذا كان لديك خبر فلماذا لم تجدد له.. أم أنك لا تريد بقاءه؟!

بدون مشاعر

فزاعة «الإخوان».. وفزاعة «الفيفا»

كل نظام سياسى فى العالم له عفريته، فإن لم يكن له عفريت فهو يستحضر عفريتاً على مزاجه وبالمقاس.

العفريت هنا هو الفزاعة التى يلعب بها أى نظام سواء ليخيف خصومه أو ليقنع أو ليقمع بها شعبه.

فى أمريكا وزير الخارجية الشهير فوستر والاس.. جعل أمريكا تعيش فى رعب حقيقى استغل فيه فزاعة الشيوعيين لقمع خصوم النظام والشعب الأمريكى.

فى ألمانيا هتلر كان اليهود هم فزاعة نظامه الديكتاتورى.

فى فرنسا ساركوزى اعتبر أبناء المهاجرين الأوائل لفرنسا هم فزاعة فرنسا والشعب الفرنسى خاصة بعد التصرفات غير المسؤولة من هؤلاء الشباب.

فى إنجلترا اعتبروا الإرهاب الإسلامى هو الفزاعة التى يجب القضاء عليها حماية للإنجليز وأوروبا.

فى عهد الرئيس عبدالناصر كان الإقطاعيون والأحزاب السياسية والإخوان المسلمون بعد محاولة اغتياله هم الفزاعات التى يجب التصدى لها ثم القضاء عليها بكل الوسائل الممكنة.

وفى عهد الرئيس السادات كان الشيوعيون هم فزاعة نظامه، خاصة بعد أحداث ١٨، ١٩ يناير ولهذا كان توجهه نحو الإفراج عن قيادات الإخوان المسلمين ثم تبنى الشباب المسلم بالجامعات المصرية.

أما فى مصر الآن فكثير من المتابعين للشأن المصرى سواء بالداخل أو الخارج يرون أن جماعة الإخوان المسلمين هى الفزاعة التى تخيف بها الحكومة أمريكا والغرب وكل العلمانيين من الشعب المصرى.

المعنى أن كل نظام سياسى من العالم له فزاعته التى قد تكون عقبة حقيقية لسيطرته على الحكم أو هى وسيلة افتراضية لترويع شعوبها.

فكما لكل منا قرينه الذى يجبره على تصرفات لا يرضى عنها الله وعلى سلوكيات لا تصل بنا إلى الجنة. فالدول كذلك لها قرينها أو فزاعتها التى إما تنقذ أن شعوبها منها، أو هى الوسيلة لضمان البقاء فى الحكم أطول فترة ممكنة.

حضرات القراء..

هذا عن فزاعات السياسة، ولكن ما هى فزاعة كرة القدم فى مصر.. فدعنا الآن نترك السياسة جانباً للتحدث عن الرياضة وكرة القدم بالذات.

الاتحاد المصرى لكرة القدم يضع الفيفا كفزاعة ليحقق بها أطماعه ويحقق بها استقلاليته وينفرد بالسلطة والجاه والمال..

ولكن كيف؟ أنا أقول لك..

بدأ رجال اتحاد الكرة يرمون أنفسهم فى أحضان الفيفا.. وكما نقول فى السياسة إن المعارضة تستقوى بالخارج، اتحاد الكرة يفعل نفس الشىء فهى أمريكا التى يستقوون بها على الفاضى وعلى المليان.

فخطط الاتحاديين الفضائيين هى شل يد الجهة الإدارية فيكتبون على باب الاتحاد يافطة ممنوع الاقتراب خاصة للجهة الإدارية، وإذا اقتربت اعترضهم رجال الأمن ليقولوا لهم: قف مكانك، الزم مطرحك واحفظ مركزك.. يلعبون مع الجهة الإدارية لعبة القط والفأر ويرون أنهم هم القط وجهة الإدارة هى الفأر.

وأبسط تهمة للجهة الإدارية يرسلونها للفيفا أن هناك تدخلاً حكومياً فى شؤون الاتحاد.

ولأن رجال الفيفا لديهم عقدة العظمة ويرون أنهم حكومة فوق الحكومات فلذا لابد من تأديب الجهة الإدارية.

وللأسف كثيرون لا يعرفون الحدود الفاصلة بين تدخلات الفيفا وبين سيادة الدولة، فالفيفا يخدم قوانين كل بلد ولا يتدخل فى شؤونه، والتدخل فقط يكون عند التأكد من أن هناك تدخلاً حكومياً فعلاً. وأضرب لك أمثلة، فلسفة الفيفا تقوم على أن لوائح وقوانين أى بلد إذا كانت عامة وليست موجهة أو مقصودة ضد اتحاد كرة القدم فهى فى هذه الحالة لا دخل لها ولا تتدخل.

فلائحة السنوات الثمانى مثلاً لم يقترب منها الفيفا لأنه يعلم أنها لائحة تنطبق على كل الاتحادات الرياضية وليست إلى اتحاد كرة القدم فقط ولهذا فشل رجال اتحاد الكرة فى استمالة الفيفا للتدخل لإيقاف العمل بهذه اللائحة.

عزيزى القارئ

المعنى أن الفيفا لا يتدخل إلا إذا صدرت قوانين أو لوائح خصيصاً ضد اتحاد الكرة أما إذا كانت عامة فلا دخل له.

ولكن لماذا يريد اتحاد الكرة الاستقواء بالخارج، أنا أقول لك فلسفتهم أنهم لو استطاعوا اجتذاب الفيفا نحوهم ولو استطاعوا شل يد الجهة الإدارية وإذا استطاعوا القضاء على أعضاء الجمعية العمومية بكل الوسائل المشروعة أو غير المشروعة.. يكون هذا هو لب المراد، فهم بعد ذلك يستطيعون أن يبرطعوا فيها ويفعلوا ما يريدون فى النواحى الفنية بالأخص النواحى المالية والإدارية.

وآخر مثالين هما الضغوط التى تعرضت لها الأندية لعدم حضور الجمعية العمومية ثم الإلغاء المفاجئ لمزايدة تسويق مباريات الاتحاد.

عزيزى القارئ

رأيهم النهائى قوانينكم ولوائحكم بلوها واشربوا ميتها، وبالبلدى كده محدش يكح معانا واللى مش عاجبه يورينا طوله..

يا ترى ما هو طول الجهة الإدارية؟