شح و فقر منهمر نعاني منه لأبسط مبادئ صياغة الكلام المنظم المتسم بالرقة
والمعبر عن أعماق آيات الحب والعرفان
الكلمة الطيبة :عند خروجها لا تحتاج إلى تأشيرة سفر ولا دفع مبالغ لتصل إلى القلوب.
الكلمة الطيبة :تطمس ملفات الماضي وتفتح ملفاً جديداً عنوانه الحب والخلق الفاضل.
الكلمة الطيبة :كالبلسم الشافي على قلوب الأخرين.
فمن لانت كلمتة وجبت محبته ، ومن عذب لسانه كثر إخوانه ,,,
قالو قديماً: قلبك دليلك ؛ لكنهم الآن يقولون وبقوة : لفظك دليلك ..
وقالوا: الكلمة الطيبة تخرج الحية من جحرها ..
فهل هناك أبلغ من تعبيرك وامتنانك لأمك أو لأختك أو لزوجك أو لصديق
أن طريقة حديثك مع الأخرين تكشف كثيرا من جوانب شخصيتك ولو كان لقاؤك بهم قد حدث مرة واحدة
فانتقوا أطايب الكلام كما تنتقون أطايب الثمر.
فها هو العباس بن عبد المطلب يسأله أحدهم : أأنت أكبر أم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : رسول الله أكبر مني ، ولكني ولدت قبله.وها هو يوسف عليه السلام لم يذكر لإخوانه الجرم الذي فعلوه به من إلقائهم له في الجب وذكر ما سواه : "وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي.."
الم يقل جل وعلى :
(وقولوا للناس حسنا ) (1) أمر الله تعالى عباده أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها ، ومن الكلمات أجملها عند حديث بعضهم لبعض حتى تشيع الألفة والمودة ، وتندفع أسباب الهجر والقطيعة والعداوة ، فقال الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال: ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، والقول الحسن داع لكل خلق جميل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره.
-------
ألفاظك تميزك بقلوب البشر
أليست الألفاظ الحسنة تدل على أن صاحبه ذو ذوق أدبي ورقي فكري؟!