حول صورة الطريق إلي شرم الشيخ
أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام, أن إدارة المؤسسة تابعت باستغراب شديد, الحملة واسعة النطاق التي تعرضت لها ـ ولاتزال ـ صحيفة الأهرام, خلال الأيام القليلة الماضية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عقب نشرها تكوين الفوتوشوب الذي صاحب تقرير الطريق إلي شرم الشيخ: تفاصيل التحول من المحادثات التقريبية الي المفاوضات المباشرة, في الصفحة السادسة يوم الثلاثاء14 سبتمبر.
وقد وجه الدكتور سعيد رسالة إلي العاملين بالمؤسسة أكد خلالها أن إدارة الأهرام تتفهم علي الإطلاق تلك الضجة المفتعلة التي ثارت, ويهمها أن تقرر أن الأهرام نشرت الصور التي تلقتها من واشنطن في بداية سبتمبر الحالي, في حينها, كما هي عليها, في كل إصدارات المؤسسة, مترافقة مع الأخبار, والتحليلات المرتبطة بإطلاق عملية التفاوض في واشنطن.
وتأسف المؤسسة لأن غالبية من تناولوا الموضوع, بما فيها صحف دولية ومواقع محترمة, قد فصلوا بين الموضوع والوسائل التوضيحية المعبرة عنه, والتي شملت التكوين الذي أثار اللغط, ولوحة للقدس, مع خمس صور معبرة عن التقرير, بينها صورة للزعماء الذين شاركوا في لقاء واشنطن, وأن التكوين, الذي نشرته الأهرام, تضمن عنوان الموضوع وتوقيع مصممه, وكان أقرب الي لوحة تمت الاستفادة فيها من عناصر صورة جيدة شهيرة من الأرشيف, لإلقاء الضوء علي مضمون تقرير يركز علي خلفيات وتفاصيل وصول عملية المفاوضات المباشرة الي شرم الشيخ بقيادة مصرية متميزة للرئيس مبارك, فالقصة لم تكن صورة, وانما تقرير يرافقه شكل توضيحي له, وأنه كان من المتصور أن تظل المسألة عند حدود أنها تعبر عن خلاف مهني, يمكن النقاش حوله دون إثارة أو مبالغة أو عبارات زائدة, فتلك هي القواعد المهنية المتعارف عليها, ولكن من علقوا علي ما نشر, أهملوا الأصل, وهو الموضوع, وجري التركيز علي وسيلة توضيحية مرافقة له, مما أفقد القضية جوهرها الأساسي, وهو المفاوضات العربية ـ الإسرائيلية.
إن ما جري فعلا, هو أنه تم تجاوز التقرير الي التكوين الذي نشر معه, ثم جري تجاوز التكوين الي الصحيفة, ثم تجاوز الصحيفة الي المؤسسة, وتجاوز المؤسسة الي النظام السياسي, ليصل الأمر في النهاية الي استهداف الدولة, في هجوم غير مسبوق, خارج السياق, يتم فيه تحميل وسيلة توضيح معتادة دلالات سياسية لم ترد علي ذهن أحد, ويحمل ملامح ترصد واضحة, من جانب أطراف لا تستريح للتطور الذي تشهده الأهرام حاليا, أو تبحث عن قصص مثيرة في مصر. ويهمنا أن نوضح أن مؤسسة الأهرام هي أقدم وأكبر مؤسسة إعلامية في المنطقة العربية, من حيث حجم أعمالها, وتوزيع إصداراتها, وثقل تأثيرها, وتضم الي جانب الأهرام اليومي, أربع صحف أخري و12 إصدارا دوريا, فلديها قوة صحفية ضاربة, وتمتلك أكبر إدارات الطباعة والتوزيع, والإعلانات في مصر, وأن صحيفة الأهرام هي الأولي مصريا وعربيا دون منازع, فلديها شبكة واسعة من المندوبين والمراسلين في العاصمة والمحافظات والخارج, وطبعات عربية ودولية, وقاعدة تحريرية واقتصادية خارج المنافسة, ووفقا لأرقام التوزيع, فإنها تتفوق علي أي صحيفة تالية لها بما يقدر بمليون نسخة أسبوعيا.
وفي النهاية فإنه إذا كان ثمة درس لنا مما جري, فإنه يتمثل في أن نكون متأكدين من قيمة, وأهمية المؤسسة التي نعمل بها, والصحيفة الرئيسية التي تصدر عنها, وأن نصر طوال الوقت, علي الاستمرار في اتباع أقصي معايير المهنية صرامة, لأن ما ينشر في الأهرام, لا يمر هكذا, بل يتردد صداه في أنحاء العالم. وختاما, أتمني لكم كل التوفيق من أجل رفعة الأهرام ومكانة مصر.